صلاح عطا الله "ابو عمر" 58 عاما في العمل السياحي



 

صلاح عطا الله "ابو عمر"

58  عاما في العمل السياحي

 

النشأة والتحصيل العلمي

ما ان انهى صلاح عطا الله الملقب ب" ابو عمر" المرحلة الثانوية العامة, حتى كان منخرطا في العمل السياحي الذي احبه حتى النخاع, وابدع فيه, بشكل لم يعد بامكانه الابتعاد عنه, فبدا العمل في مجال النقل السياحي, وفي عدد من البنوك العربية قبل احتلال مدينة القدس التي ولد في  سلوان في العام 1943 .

يمضي رجل الاعمال المقدسي صلاح عطا الله مسيرته وحياته ما بين منزله في القدس ومنزله الآخر في العاصمة البولندية وارسو,اسبوعان هنا واسبوعان هناك برفقة زوجته ام عمر التي لا تفارقه, ليشرف على اعماله ومشاريعه ويتابعها عن قرب, خاصة انه الوحيد الذي تمكن من تدشين جسر جوي ما بين بولندا وفلسطين .

بعد احتلال القدس عام 67 استمر "ابو عمر" في العمل الذي احبه, خاصة ان القدس تعتبر مركزا هاما للسياحة الدينية والتاريخية, فعمل في بعض الشركات واسس بعضها, لينتهي به المطاف حاليا في ادارة شركة القدس للسياحة والتجارة , ليكون بذلك قد رفد القطاع السياحي باكثر من 58 عاما من خبرته .

بداية الطريق

يقول عطا الله " انا اعمل في مجال السياحة منذ 58 عاما, وقد ادخلت الباصات السياحية في الوسط العربي العام 1974 وكان عددها تسعة باصات, وعملت طيلة السنوات الماضية في هذا المجال, من خلال شركات سياحية مختلفة, وآخرها هي الشركة التي اسستها في العام 2003 واسمها شركة القدس وكان عدد الباصات انذاك 12 باصا الى ان وصل عددها في بعض الاحيان الى 32 باصا.

ويكشف ابو عمر انه بدأ العمل في مجال الاستقطاب السياحي من دول اوروبا الشرقية وبدء اقامة علاقات وفتح خطوط معها في بداية الثمانينيات، مع الاشارة الى استقطابه الناجح للسياح من بلدان رئيسية كثيرة في اوروبا الغربية والشرقية والولايات المتحدة منها بولندا وجنوب افريقيا وكينيا واليونان وصربيا ورومانيا والصين اضافة الى دول تركيا وماليزيا والهند ونيجيريا حيث نواجه صعوبات في الدول الاربعة الاخيرة في الحصول على التأشيرات لهذه الدول.

ويقول ابو عمر " كنا نعطي السياح البولنديين في البداية النقل السياحي, حيث كانوا ينزلون ويقيمون في الاديرة, لكن مع مرور السنوات, اصبح العمل معهم اكثر عمقا ومهنية, حيث تمكنا من اقامة علاقات رسمية وعقود مع شركات سياحية في بولندا بالاضافة الى مكاتب الحج الكنسية, وبالتالي اصبحنا نحضر الالاف سنويا منهم الى القدس وفلسطين بالاضافة الى الاردن ومصر .

ويضيف ابو عمر " يمكن القول ان العدد الذي نستقدمه من هؤلاء السياح في ارتفاع, وهو يبلغ حوالي ستين الف سائح سنويا,كما تمكنا من استقدام كاردينال بولندا السابق والحالي, ورؤساء الكنيسة الارثوذكسية, ونقوم بتوفير كافة احتياجات السياح عبر برامج ورزم سياحية بالتنسيق مع المكاتب والشركات السياحية بحيث يضمن السائح التعرف الجيد على المنطقة وزيارة كافة المواقع الدينية والاثرية في القدس وبيت لحم واريحا والناصرة وطبريا وغيرها من الاماكن .

ويقول ابو عمر" نحن نتعاقد مع شركات سياحية وشركات للنقل السياحي مع ارتفاع هذا العدد, حيث يعود ذلك بالفائدة على كثير من شركات النقل السياحي واصحاب الفنادق خاصة في بيت لحم, حيث تعتبر فنادقها جيدة جدا, وتبعث على الرضى .

ويشير الى انه افتتح مكتب في عمان قبل ست سنوات والذي يقدم خدمات للسياح القادمين الى عمان اضافة الى مكتب اخر في وارسو.

برامج الرحلات

وفيما يتعلق بالمواقع الاثرية وبرامج الرحلات التي تنظمها الشركة لهؤلاء السياح يضيف ابو عمر " هناك برامج اعدت خصيصا لهؤلاء السياح طيلة فترة اقامتهم والتي تستمر في معظمها اسبوع تقريبا, وجزء منهم تمتد زيارتهم لاسبوعين تتضمن زيارة اهم المواقع الدينية والتاريخية والاثرية, وتوفير مطاعم وفنادق جيدة " .

وطرح رجل الاعمال المقدسي قضايا ربما تشكل مفاجأة وصدمة للبعض من خلال قوله " انه منذ عام 1967 حتى الان لم يتم تطوير البنية التحتية للقطاع السياحي في القدس الشرقية, فيما يتعلق بالخدمات والمرافق, ويقول في هذا السياق " لم يتم بناء أي فندق جديد, او حتى غرفة فندقية اضافية, سوى تحديث فندقين بحيث اصبح بالامكان الاعتماد عليهما اكثر من ذي قبل وهما فندق سان جورج وستراند. بل على العكس انخفض عدد الغرف الفندقية, فمثلا فندق سافوي قرب شارع صلاح الدين تحول الى مركز تجاري يضم مكتب ومحلات, كما تم تحويل فندقي استوريا وبالاس في حي الصوانة الى مرافق تابعة لجمعية ومستشفى الهلال الاحمر, وكذلك الحال بالنسبة لفندق بلجرمز ان, وهذا يعني ان عدد الغرف الفندقية انخفض في القدس الشرقية .

البنية التحتية لم تتطور

واضاف " هناك اعادة تاهيل وتطوير لبعض المرافق, وهذه خطوات جيدة, ولكنها ليست كافية, لان القطاع السياحي بحاجة ايضا الى تطوير في البنية التحتية, وهي بنية لم تتطور او يجري تطويرها منذ العام 67 وحتى الان سوى, عمليات ترقيع, لا ترقى الى مستوى الخدمات والبنية التحتية في القدس الغربية .

وتساءل عطاالله " السنا ندفع الضرائب, فاين هي الخدمات, ولماذا لا يتم الاهتمام بالبنية التحتية, ولماذا هذا الاستمرار المتعمد في تجاهل حاجات المقدسيين ومرافقهم, ولماذا هذا التمييز الواضح في شطري المدينة.

العضوية في مؤسسات مختلفة

ليس فقط الانشغال بالقطاع السياحي رغم اهميته ما يركز عليه ابو عمر, فهو ايضا من احد اهم رجال الاعمال المقدسيين, فهو مؤسس, شركة التامين الوطنية وجمعية رجال الاعمال في القدس وعضو في شركة فلسطين للاستثمار وشركة بيت المال العربي وبنك الاقصى الاسلامي والغرفة التجارية في القدس , وعضو سابق في شركة القدس القابضة ".

الاستثمار في القدس

واعرب ابو عمر عن اسفه لان القدس غير منصوفه من طرف المستثمرين من العرب وغيرهم علما بان ذلك امر مجدي وممكن ، لا أقول بالسهل ولكن ممكن اذا سلكنا القنوات السليمه وإذا توفرت الجديه. مشددا على اهمية الاستثمار في القدس وضواحيها، وذلك في قطاعات العقارات، والخدمات والمنشآت السياحية، والتعليم، والصحة، والمشاريع الصناعية الصغيرة وتكنولوجيا المعلومات.

ويوضح رجل الاعمال عطاالله " ان غياب المرجعيات عن اداء دورها, وتخوف البعض من الاستثمار, لن يغير من حقيقة الامر ان ابناء المدينة هم وحدهم القادرون على تحمل المسؤولية " .

ويقول "إن رسالة القدس تتمثّل في تعزيز الانتماء اليها، وتسخير الجهود ورؤوس الأموال نحو تطوير وتنمية مدينة القدس، بالاستثمار الواعد لخدمة المدينة وتطويرها، بما يعود بالفائدة عليها وعلى المساهمين بالاستثمار وعلى المدينة بشكل عام".

ويضيف: لا بد للاستثمار ان يعتمد في أنشطته على أسس مهنية تعتمد على الذات والكفاءة، والريادة والشفافية، والتنافسية والمحاسبة والحكم الرشيد، والتطوير الدائم للأداء، والتدريب المستمر للكوادر وللمواهب الخلاقة لديها، والعمل ضمن بنية مؤسساتية مهنية تتعامل مع مستجدات العصر وتحدياته الجديدة في إطار ذي بعد تنموي يُسهم في توطين وتطوير مصادر نمو الاقتصاد المقدسي.

ويوضح أن الاستثمار في القدس يتميز بمقوّمات الجذب لرؤوس الأموال، لاسيما على صعيد رؤوس الأموال الفلسطينية في الوطن والداخل والشتات، داعيا كافة المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال في الوطن والشتات إلى الانضمام إلى هذا الجهد الاستثماري.

السياحة اصلها مدينة القدس

ويقول ابو عمر ان السياحة اصلها مدينة القدس وكان يوجد 30 مكتب سياحة فعال في المدينة ومكتبين اخرين في بيت لحم اما الان فزاد عدد المكاتب مؤكدا ان الحركة السياحية في البلاد في انخفاض وان الموسم القادم سيشهد انخفاضا ايضا وعزا ذلك لعدة اسباب اهمها ارتفاع قيمة الدولار وعدم الاستقرار السياسي في المنطقة.